mohamdser | #1
|
الإدارة
عضو نجم
رسائل: 149
جوائز: 1
سمعة: 1
حالة: غير متواجد حالياً
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلطان أورنك زيب عالم كير - سلطان على نهج الخلفاء الراشدين Aurangzeb Alamgir
السلطان أورنك زيب
ذا كان القلب يعتصره الألم والحزن على ضياع بلاد الأندلس من المسلمين، فوالله ما كانت الأندلس بالنسبة إلى الهند المسلمة إلا كمقاطعة أو مدينة صغيرة يحكمها أحد ولاة السلطان.
وإذا خلَّف المسلمون وراءهم في الأندلس مسجد قرطبة، فإن مسجد بادشاهي المعروف بالمسجد الجامع في لاهور بالهند ليقف شامخًا دالاً على إبداع وروعة الحضارة الإسلامية في الهند.
وإن خرج من الأندلس حكام عظام وخلفاء عظماء، فيكفى أن خرج من الهند محمود بن سبكتكين والسلطان أورنك زيْب عالكمير
من هو السلطان أورنك زيب؟ هو السلطان العظيم الذي لا يكاد يعرفه أحد، فهو الأسد الجسور، والليث الهصور، والإمام الهمام، وأحد عمالقة الإسلام، أذلَّ الله به الكفر وزلزل الطغيان، وقوَّض عروش أهل الإلحاد في ربوع مملكته والأوطان، وحارب الفساد وأهله في كل مكان، وأتى على بنيان الظلم والظلمة من القواعد حتى خرَّ عليهم السقف من فوقهم! وأذاق المغرورين والمعاندين من كئوس المرار ما انشقَّتْ له حلوقهم! وأرغم الجبابرة على الانقياد لله والرسول r، وجعل المهانة والصغار على كل مَنْ أبى قبول الحق بعد أن أُقيمت عليه من الله الحجة والبرهان، وسلك بالمسلمين في أيامه سبيل الاستقامة وطريق المحجة، فكان كالبدر المشرق في سمائه، والفيض المغدق بسلسبيل رُوَائه، والناصح الأمين للخاص والعام، والمجدِّد لهذا الدين أمره في سابق الأزمان وغابر الأيام، حتى لقَّبه الشيخ الأديب علي طنطاوي بـ بقية الخلفاء الراشدين.
كيف لا؟ وهو العابد الساهر إذا أسبل الليل رداء ظلامه على الأنام، والراكع الساجد في غسق الدجى والحارسون له نيام!
والبطل الكرار إذا طارت قلوب الشجعان في ساحة الوَغَى، والفارس المغوار الذي تُجَمُّ دونه الأُسُود إذا عَلِمَتْ أنه حلَّ بساحتهم وأتى!
وما أرى أحدًا في القوم يشبهه *** وما أُحاشي من الأقوام من أحد؟
هذا الرجل الذي أقام العدل في زمانه حتى عبقت بذكره الأرجاء، وانقادت له الممالك وخضعت، حتى صار النصر له رفيقًا، وكأنه رياح الله تجري بأمره رخاء حيث يشاء!
ذاكم هو السلطان العظيم، والمجاهد الزاهد أبو المظفر محيي الدين محمد أورانك زيب عالمكير، سلطان مملكة شبه القارة الهندية وما حواليها في القرن العاشر وأوائل القرن الحادي عشرالهجري.
|
|
| |